بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 22 أكتوبر 2018

الوصية //حميد شغيدل الشمري

الوصية
»».......
عينان غائرتان ولحية خفيفة بيضاء وشعر كثيف تتوسطه صلعة صغيرة غطاها بكوفية نظيفة
اجلسني بحضنه وراح يلاعبني كالطفل الصغير لم اقطع عليه نشوته مد يديه المرتعشات وراح يمسح ظهري من وراء ملابسي الشتويه ، تسرب الدفئ لكل جسدي وغفوت اغفاءة حالم منتشي مطمئن ،
ضحك ضحكة خفيفة ومسح وجهي وناداني بصوت هادئ بني، بني كنت نصف نائم اسمع صوته لكن استهوتني تلك اللحظه ،وتظاهرت بالنوم.
اعلم انه سيحملني علئ فراشي لافز في اليوم الثاني وكلماته ترن في اذني ،
ذاك هو ابي الذي عودني علي ذلك ،
رجل سبعيني ..اكلت التجاعيد نضارة وجههه..وسعاله الذي لازمه لكثرة التدخين ..وابتسامة تبعث الحياة في البيت.
في مساء :شتوي بارد كالزمهرير امطرت السماء مطرا وابلا.حتي ان المزاريب راحت تناغم حديثه الذي يوشحه بالصلاة على النبي واله ، اشعل والدي حزمة الحطب التي خزنها في زاوية الغرفة الطينية الوحيده ونفخ في نارها ودمعت عيناه من دخانها ووضع ابريق الشاي على حافة الموقد وبعد ان هدات النار وراح جمرها ينشر الدفئ في ارجاء الغرفه دسست جسدي في حضنه ورحت انظر اليه متاملا ان يمسح ظهري بيديه الدافئتين ،كالعادة.
استغربت لم يفعل اي شئ سوى النظر في وجهي لكنه بادرني يا بني اسمعني انت كبرت وعليك ان تاخذ دورك في الحياة اعلم يابني ان والدي توفاه الله وانا في الرابعة عشر الا اني كنت اكبر من عمري لم اتوانى لحظة واحدة انظر الي يدي مسحت ملامحها الا انهما قويتان انظر ،،وضرب عصا معدة للنار وقسمها نصفين،
اصابني الذهول لم اعهده هكذا وقد احمرت عيناه وقال بنبرة عاليه اريدك ان تكون رجلا ، يابني لقد قاسيت كثيرا انا وامك حتى كبرت وصرت بهذا العمر ولم امد يدي الى احد ورزقني الله بكم
يابني اعلم ان الحياة تقام على ثلاث الايمان ، العمل ،وحب الوطن ،
مد يديه في جيبه واخرج منديلا صار اسودا من سخام قدر الشاي ،،صب كاسا من الشاي وزاد من سكره وارتشفه ،اخرج من جيبه الاخر كيسامليئا بالتبغ وراح يلف سيجارة بتاني واشعل سيجارته التي ملات ثوبه بالحروق ،وقال يابني ليت الزمان يعود قليلا لاصحح اكثر اخطائي ،بكى بصمت ، قلت :
يا ابي انت ملاك هل اخطات؟قال : ،يابني كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التواببين ، قلت مازحا ابي هل ستتزوج لو عاد بك الزمن ضحك وقال نعم ولا اختار غير امك ،
عليك يابني بوالدتك واخواتك
واوصيك يابني بوطنك هو هويتك بالوجود
غفوت هذه المره علي دفئ كلماته حملني الي فراشي وفززت على ولولات امي وترحم جيراني،
لقد رحل والدي ولا زالت كلماته ترن في اذني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹شكراً لك 🌹