بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 30 سبتمبر 2018

ابتي بقلم عبد الكريم اليوسفي

أبتي :
ولأنك تكره دمع العين
لأنك تقدس الرجولة
نبتت فيك الأرض التي زرعت
فكنت لها سياجا
تخاف أن تجرف منك قطرة الدمع
خشونة جلدك
أن تسدل يديك
كان قلبك ينبت كالربيع
والمحراث في يديك
لأنك تكره دمع العين
لن أبكي بالذي تكره
سازرعك بطريقتي من جديد
درب للكرام
لأنك لا تبكي
كنت دوما أراك على ما يرام
لم ترنا طوال حياتك جرحك
سافر معك
 لم يكن المرض
ليجرحك
أنا أدري أن رجلا مثلك
لا يجرحه سوى الأرض
لأنك كنت كالوحش فوق ربوعها
لا أحد يقربك
لأن لا أحد يقربك
ظلت سياجا دافئا
وعبقا من ورد
كحائط القلاع أنت
كان النزاع يا أبي
والقبائل والسلاح
والكلاب تمر
 والمر
الجميع كان وراء القلاع
وأنت وحدك فرد
ترد من يرد
 بعينيك
وتضحك من كل قرد
لأن الصقيع
أخو النسيم في عينيك
تكتحل به كماء ورد
يا سيدي
يا سيدي..
نعم سيّدوك
 يا أبتي
يا أيها المهاب لهيبتك
ونعم السيد
سيبكيك حرفي يا أبتي
أعذره فليس له دمع
إنما هو عينك التي كنت تجرح
بها
يجرح
ورجلك التي كنت تخطو بها
يخطها زرع
وجلدك الخشن ودرع
عرق وعطر
وشم وطاعة وسمع
محراثك الجديد
 في يدي
يا أبي
رمحك ورأيك السديد
يا سيدي
مجدك
وبأسك الشديد
لن أبكي
يا أبي
يا أبي علّمتني
 إن أصابني
 سهم
إن لم يكن في مقتل
أن أتقيه
فقلت : كيف أتقيه وقد أصابني
فقلت مقولتك
ليس كل ما أصابك أعابك
إن كانت هناك لعبة للطفولة يكبر بها
يا بني
فالضحك فوق المصائب
فوق الجروح والآلام لعبة الرجال
لأن الحرب سجال
لا تبكي يا بني
لا تألم ولا تألم كثيرا
فالبأس والنصر
 فرق  في الآلام و الملام
حظك المغتصب يا بني
وحقك لا تسقه
بماء العبيد
اسقه بماء السادة الأحرار
بماء المزن النزيه
لا تجره في طينة الخبال
يا بني
وإلا فالسلام
واسترجاع الحق
درب محال
آه يا أبي
أين الرجال
 العصبة التي تركتها
إرث الرجال الرجال
أه يا خالد
بكيته
لم تنل منه الحياة
فوق المنال كان
من يكتم سره
ويزرع بؤسه
جنة فوق المحال
فوق المنال
هو
آه يا خالد
لأنك تركت المخلد
والجّلْد المجلد
والكتاب والمجلد
العصبة يزرعها الريح
يا أبي
على الربى
بنكهة الشيح
التي تحبها عصية الفراق
وعلى قهوتك
تحبها مذاق
كالنجوم تفرقت
تغربت
لكن في وفاق
أه يا أبي
أبكيك عصيا
لا مطاوعا
كدمعك العصي
أنضي المطي
بعدك لألحق غورك يا قصي
أبكيك قصيدة
لا تنتهي
بنكهة العصيدة
التي تحبها
أتلو فيها
وردنا
في الغدو
وفي الرواح
عند الحوض ومتعة الزحام
على ساعد الرجال
شرودنا
أنا وأنت في الغاب
فوق السحاب
كنا أنا وأنت عصبة
والساعد والقوة
والفأس وكيف تهوي الأشجار
في حضنك
والزاملة المحملة
والجن بيننا وفوقنا
وأمامنا
والسطو
والشتاء والبرد
والغنم والبيت
كانت لعبتك
وكانت ضحكتك
وأنا تحتها في أمن
في دفئ
أظن أني أعرفك
لكن تبين لي أني
لم أكن أعرف سوى لعبتك
التي كنت تريها لي
لأكبر قويا على ساعدك
لكن أين الرجال داخل الرجال
أبحث إلى الآن عن الأغوار
كيف تمضي يا أبي دون أن أسبرك
هل كان سيئا ما بداخلك
مرا إلى حد الهروب
يا باطن الرحمة
أريد أن أعرف الوجه
الذي كان يلفحه الصقيع
والعين التي ربما بكت
خالية في البقيع
أم تراك شححتها حتى
على شيح البراري
تستحي
لأن عيناك تلاقي مذاقه الرفيع
آه يا سيدي
عزائي أني أحس بنشوة
نصرك
حتى لو كنت أنا أخلقه لك
ألستَ أنا وأنا أنت
ألست لك
هربت بجرحك
كنا نيام
لم تشأ أن توقظنا
أتممت به قيامك
أتممت به صلاتك
وأنت مصلوب في وجه العدى
 وأنت تقول لا أترك ثغركم
أنا الآن أبكي
يا أبي
سامحني
لكني أترجاها ألا تسقط على حرمتك
حتى وإن أمسكتها بيدي
كنا نراك واقفا
 لهيبتك
كالنبي والجن
لكن من أكل منساتك
أنت
آه يا أبي
يا عصي
أحاول أن أجمع شتات اللحن
الذي كنت تعزف فوق الحياة
فوق الموت كنت تعزف
وكنت تنزف
وتنزف ..
دمك كان يخرج لنا عطرا
مسكا وربيعا..
أي مطحنة كانت لديك
تطحن بها الهموم
وتطحن الموت.
فيخرج غيوما فوق أرضنا
كيف جرحك يخرج لنا زرعا
هل كنت نهجا قاصيا
للأبوة بعدك
أم كنت شرعا
أتعبتهم
يا سيدي
منوالك صعب تغربت به
هو تاج فوق راسي الآن
أيريحك
جبة سيراء
على جسد الحميراء
التي تركتها
سوار على معصم السمراء
هل يريحك يا أبتي
أفعل شأني
يا أبي
وشأنك أعلى
وفوقه شان الإله
أفعل وسعي
في رضاك
وأنت دوما معي
أنت دوما معي..
فوق الموت
كالشهيد..
هذا ما أريد
أن تقبل شهيد.
عبد الكريم اليوسفي

رثاء غريق بقلم محمد عبده

رثاء غريق
_____
حتى الصخرة تشبههُ
وربيع العمر يذكره
والقلب من اوجاعه ينكره
ما مات ولكن البحر موطنه
سانام ممددا بجواره
اكلمه
احكى له اشواقى
سابكيه
نعم وانوح عليه معلنا
انه مازال بالقلب
عشنا سويا أزمانا
كنا لبعضنا اوطانا
كنت عشقى الابدى
كنت ماحى الالم
ساذكرك ما حيت
وارثيك ما كتبت
فلك منى الرحمات
وعلى ذكراك احيا
وبك اقوى على العثرات
فسلاما عليك والتحيات
#محمدعبده

تركتني بقلم جواد البصري

تَركْتني
في صومعة الانتظار
احتضر...
الصمت لا يُجيد
إلا لغة السكون..
وما بينهما...
هواجس مرعبةُُ
تطحن في الضلوع
وتجتر بقايا من
مَنون....
الأمنيات أسدلتْ
رضوخها على الحقوق
وغفتْ...
بحجةٍ واهيةٍ
أن لا تُصاب بالأذى
وتُرَكعِ....
وها أنا مازلت ....
في صومعتي..
أنعُمُ بالسكون..
وأحتسي كأساً
من جنون..

جواد البصري 📝

انتخابات ديمقراطية بقلم مرعي حيادري

"أنتخابات ديمقراطيه"

حقيقة تاهت بين الحروف سطور..
            إعلام يبان للظاهر والعيب مستور..
ينأون عن صدق النوى،لهو مبتور.
            اليوم وعودات ووظائف الغد غرور..
في المساء زيارات الصكوك والعبور..
                زمن العجائب والحدث مشطور..
أنتخابات للدجالين شهر مشهور..
            كالأفاعي تتلون جلود البعض حبور..
المتسللين في الظلام كخفايا الشرور..
           يتناقلون فساد الحكايا كصيد نسور..
هدفهم تعميق الخلاف شق الصدور..
              أشباه إعلاميون يثرثرون كالبعير..
همهم الخلاف وتشويه حرف مرور..
          متى ستتوقف تشويه صور السرور..
أمة جهل ونفاق تصول مع الخمور..
              ضاربة عرض الحائط قيم الضمير..
النتائج عكس التصريحات كالمسعور..
            تفرز النتائج والتخلف لأمة شهور..
شخصيات غير نافعة وعود وتزوير..
         ديمقراطية التزييف هي غش وتعتير..
التجديد والحداثة أمر محتوم للتغيير..
           كفاكم ذلا،الوطن صارلعبة صرصور..
قوموا وانتفضوا ثورة تصحيح الأمور..
         لنمو جيل جديد يصحح مسارا معكور..
بكم نضيء المستقبل ونكمل المهدور..
                قيادة ريادية تحكم دون المرور..
تنظيف أمة مفككة تتخبط كالمجرور..

               *مرعي حيادري*

الحكمه ضاله المؤمن بقلم صالح راشد

(الحكمة ضالة المؤمن)
تبارك جل جلاله الله وحده
                               فسبحانه وهب النفيسة عبده
فإن.حفظ العبدالأمانة حافظت
                                 عليه ولازمت السلامة رشده
وإن عاقل جهل النهى واضاعها
                                 أضاعته مجنونا وعمق فقده
ترنح حاد....بين بين تناقضا
                                أناخ مسرته....وأسرج. وجده
إذاهاجت استل الحسام منافحا
                                فتى عن حماه ثم بارك حده
ولكن إذاابتسم السلام مصافحا
                             بيمناه يوماأودع السيف غمده
اذاسكن البحرالخضم فمبحر
                                  أتى جزره ورساوراقب مده
فقدس للمولى جلالاوعزة
                               رعاالرازق الباري المصورورده
إذاهتفت دنياالمتاع وصفقت
                              له...نسي الأخرى وعربد جهده
وخلف البهيمية الأنامرقبله
                                     اقام أمام الآدمية....بعده
فمن للهوى والطيش والسفه اشترى
                               كمن باع للقطط العمية أسده
........ ./صالح....راشد

الحرية نجاة بقلم نصيف الشمري

الحرية نجاة
 شُرْفَةُ الحَيَاءِ كَلِمَةٌ، تُطِلُّ مِنْهَا عَلَى القُلُوبِ؛ لِتَعِيشَ فِي الذَّاكِرَةِ سنِّيِّنَا، تَأْلَفُكَ العُيُونُ قَرِيبًا نَقِيًّا، تَدُورُ عَلَى الشِّفَاهِ حكمَةٌ، يَسْتَدِلُّ بِهَا إِلَى طَرِيقِ الشَّمْسِ حَقِيقَةً، إِنَّكِ كُنْتُ فِي مَدَارِ الزَّمَنِ وَتَرًا، تَعْزِفُ بِبَصِيرَةِ قَلْبِكِ نَشِيدِ حَيَاةٍ، يَبْدَأُ حَمْدًا، يَعْلُو قَرَارًا فِي سُلَّمِ صَوْتِكَ، تُنْطِقُهُ وُضُوحًا، إِنَّ الحُرِّيَّةَ نُجَاةٌ؛ فَاِمْسِكْ طَرَفَ شِرَاعِ الرِّحْلَةِ وَاِبْحَرْ
نصيف الشمري
العراق
2018/9/29

اهواك بقلم اقبال النشار

أهواك
وروحي مسرفة"
في حبك
عودت حرفي أن ينطق
في السطور
بلحن الصمت يعزف
حبي
مهما كنت متباعدا"
يا أبن قلبي
زاد الفؤاد شغفا"
وأنت عنواني
في غربتي
ومازلت أطفو في بحار
الهوى
يرفعني الموج. تاره
وتارة أهوي
غريقة أنا في بحر
هواك
ياساكن الوجدان
لولا خيالك في الدجي
منك عادني
لذاب في الأنفاس قلب
بأضلعي
عينياي
تحاورك وأشهد انك الشذى
عبقا
في حضورك تشرق شمس
عتمتي
وأنك النور في قلبي
والحلم المضني
وسط دروبي
وسأظل
على أمل التلاقي
الى ان يحين اللقاء. ..

   إقبال النشار

عروسه الاقصى بقلم ادريس العمراني

عروسة الأقصى
لون خمارك يحاكي  لون عينيك
تجمعت فيه الفصول و المشاعر
صمود و كرامة في كل المنابر
أصيلة مرابطة حرة من الحرائر
فلسطينية حبيبة النفوس و الضمائر
قدسية الحروف شريفة السرائر
عربية تتحدى  كل الحدود و المعابر
أنت دليل الحيارى اذا اشتدت المخاطر
تحييك الشمس في طريقها للمقابر
لكل شهيد من شعاعها  نصيب وافر
يحق لي أن أثني عليك و أفاخر
اسمك أكبر من أن تنطقه الشفاه
حروف حلوة النطق في الأفواه
تنبض فيه العروبة فكيف ننساه
فلسطينية الأصول و الشرف و الجاه
لم تكوني يوما صغيرة في أعيننا
أنت نصفنا بل أنت الكل فينا
عروسة في أشعارنا و قوافينا
أنت  حكايتنا قبلتنا و الساكنة فينا
ادريس العمراني

الرسام بقلم محمود السلطان

الرسام ...
............
لما تذكرت مجنونتي ...
نَصبتُ مِرسمي ...
وأطلقتُ العنانَ لبسمتي ...
وعَلَّقتُ على المِرسم ورقتي ...
وعدَّلتُ زاويةَ ريشتي ...
وأبرمتُ قلمي المتروك ...
وصَنَّفتُ ألواني ...
من الفاتحِ حتى المحروق ...
وجهزتُ نفسي ...
تجهيزاً غير مسبوق ...
لأستعيد عنفوان رسمي ...
كما أَلفتُ سابقاً نفسي ...
محاولاً رسمَ الملاك ...
وعند بدايتي ...
احتارت أناملي ...
واحتار قلمي معي ...
واحتار معي مرسمي ...
من أين سأبدأ لوحتي ... !
من سِحر الوجه الأسمر ...
أم من خجلِ الخدِ الأحمر ...
أهل أبدأ بالشقِ الأيمن ...
أم أنوي بدئي بالأيسر ...
هل أبدأ بالشَّعر البني ...
أم تلك اللَّمعة في الأعلى ...
يا قلمي الساكت كلِّمني ...
هل مزجُ اللون يناسبها ... ؟
أم فرز الدرجة يناسبني ...
كيف اللون سأمزجه ... ؟
وكيف اللون سيتكون ... !
إن كان البدء من الشعر ...
فكيف سأرسم أخبرني ... ؟
وهل للطائر أن يسكن ...
فالشعر الطائر لا يرسم ... !
حاولتُ الرَّسم ولكنِّي ...
أرسلتُ خيالي للعين ...
فكيف الرمش سأنقله ...
ورمش حبيبي يُشغِلُني ...
أراه يلتف قليلاً ...
فكيف اللَّف سأضبطه ... !
وعيني تتوه برؤيته ...
فكيف سأثُني لفته ...
وظِلّ الرمش على الخد ...
خيالي يُتقن صورته ...
وعقلي يدقق فتنته ...
والصورة عندي ألقاها ...
تُجسِّدُ سِحراً بالعين ...
وعيني تغمض ترصدها ...
وقلبي ينبض ذكراها ...
أم أبدأ تحديد العين ... !
أم لون المقل العسلية ...
ءأرسم حاجباً يعلوها ...
وكيف القوس سيتقوس ...  !
وان كنت بدأت من الجفن ...
فتلك جفونٌ كحلية ...
واللون الكحلي لا يقدر ...
تدريج الكحل إلى الكحلي ...
والدمع يجذبها لأسفل ...
لتكون لؤلؤةً ملحية ...
فكيف الدمع سأرسمه ... ؟
تَسدله العين الحورية ...
وكيف سيثبت بالمرسم ... !
ضَّمُ الرمش على المقل ...
فأخذت وقلمي والريشة ...
نحتار بترتيب الرسمة ...
واللون الأسود لا يجرؤ ...
تحديد الوجه ولا ينفع ... !
واللون الأصفر لا يدري ...
كم معه لإبراز الوجه ...
واللون الأزرق يطلبني ...
لرسم سماءً بالصفحة ...
والصفحة أراها تتأرجح  ...
تميلَ الميل وتنعدل ...
والقلم يحاول أن يخطو ...
والقبضةُ تمنع أن ينجو ...
والنسخة تجهز في ذهني ...
وبياض الصفحة يهزمني ...
أعددت الكرة للبدء ...
من رسم الأنف أو الأذن ...
فتوقف قلمي ينظر بي ...
واستنكف عني بلا إذني ...
ونطق ينادي هل ينفع ...؟
أن أرسم أنف أو أذن ...
يتساءل كيف سأبدؤها ...
بدون تحديد الوجه ...
حاولتُ أحاول بالخفة ...
تحديد حدوداً للشفة ...
فوقعت بفخ السرحان ...
ونسيتُ المرسم والورقة ...
فلما تعمقت التركيز ...
صاحَ القلمُ أَنْ استيقظ ...
فعدلتُ بسرعة عن التفكير ...
وعاد التعكير لفكري ...
فكَّرتُ البدء من الأسفل ...
فوجدت الفكرة لا تعقل ...
والورقة بالعين أراها ...
تستهزيء من عجزي وضعفي ...
والمرسم أشفق من تعبي ...
وقلة حيلتي بالرسمِ ...
فغضبت لوضعي ولعجزي ...
وركلت المرسم والورقة ...
وكتبت على حائط بيتي ...
رسام كنت وأعترفُ ...
قد كنت قديماً أحترفُ ...
واليوم لا جدوى من الرسم ...
ترتجف يداي من الشوق ...
والنَّبض عجيب في قلبي ...
نظرت إلى نفسي بنفسي ...
أنظر نظرات للعجزِ ...
لوحي والمرسم والورقة ...
والقلم ولوني والريشة ...
لا يعلموا أسرار الوصف ...
لملمت فضائح إخفاقي ...
وجمعت هزائم أوراقي ...
وجلست بعيداً ولوحدي ...
منعزلاً عن قلمي وورقي ...
أردد في نفسي وأحكي ...
قررت بألا أرسمها ...
أو حتى أفكر بالرسم ...
قررت بألا أطبعها ...
فطباعة قلمي لا تُجدي ...

الشاعر محمود السلطان .

ضاربه الدف بقلم حسن يحي المداني

ضاربة الدف
      شعر/ حسن يحيى المداني
دف / هيام/ في كفيك
لذة همس في شفتيك
دهشة ضوء  في عينيك
موطنها خيرات يديك
خيرات  هي منك إليك
            نسماتك  سجع  الكلمات
            ماء في حضن الواحات
            روح  أزاهير  ونبات
           تمنحك الأطياب حياة
           في الواقع لا في المرآة
لضفافك  أصل  وحسب
هما شعر  وطروس أدب
ورموشك عزف وطري
ويداك عناقيد عنب
تتدلى في غصن عجب
             في كفك  دف  شفاف
             هو  نهر غرام لضفاف
             يعشقها  فجر  طواف
             في جو  هيام  رفاف
            كاملة  فيه الأوصاف
لك نبض في  قلب الحب
وعناق في حضن القرب
ولك في نفحات  العشب
كأسات .. لمياه  الشرب
من تهوى وجدان السحب
الأحد30سبتمبر2018

زمن المر بقلم عبد المنعم عدلي

زمن المر
عبدالمنعم عدلى..مصر
أيام ومرت
وسنيين وعدت
وطوى الزمان
صفحات الآهات
وشربنا من الأيام
مر الكلام
غيرة وحسد
وضربات وراء ضربات
وتهيأت للنسيان
ودارت الأيام
وخاب ظنى بالأحلام
ورجع الزمان
بقسوة مر الأيام
وياريت اللى
كان ماكان
يخسارة على الأيام
لما تشرب منها
مر الأفعال
فى كؤوس الأحلام
ناس غدارة
وليها سلطان
وبكرة تدور
عليهم الأيام
وكؤوس المر
يشرب منها اللئام
بقلمى عبدالمنعم عدلى

التراحم بقلم نجوى النوى بن احمد

# التراحم #                                                                                                                      قد ما كبر الغيض وتجارحنا***فبحر الخطا احني سبحنا*** فلحظة تراحم ظاهرة تسامحنا مهما تعلّى غيضي***وزاد الغضب عمّاي في ترييضي ***وكل السواكن جاهزة التهييضي فدرب المسيئة والرّذيلة طحنا***ولمسة محبّة كافية الترييضي***زي ما تعكّر صفونا تصافحنا قد ما تغالينا كما البركان***ومن غير ما ندري سبب ما كان***وراغت روابط ثابتة من زمان والنفس تسيرنا وللها محنا***والسوء ما يرحم غلا خلان شهاوي كثيرة ضارّة اتزلبحنا***دروب الحياة تتلوّى***وبيناتنا كبر الغضب تقوّى***وحتى الضماير عامية تتعوًى***يرخص علينا الدم ليه لوّحنا***وتعمى بصيرتنا بلاش مروّة***وحتى القلوب الدافية كسّحنا***ننسو نهار زيارة *** وكل حد عل غيضه مسكّر داره***بدينا فمشاعرنا كما الصمصارة***ما عاد في الدنيا خبر فرّحنا***ولا حد متجلّي عليه غياره***والخزي وبيه العار تيلطّخنا***اصل السحابة فتنة*** على الفانية العلجالها تشتّتنا***لرض الجحودة الفي الحياة زهدتنا***سمعنا الكلام المر الّي جرًحنا***وحتى المشاكل كاثرة خلّتنا***فقلب المحاين عل الغلا نوّحنا***قدّر علينا المولى نصونو المودّة والرحم في قوله***وديما المحبّة في المراتب الاولى*** وكاذب قرار غضب بيه صرّحنا****ومهما بلغنا في الغلط من جولة ***تطفى نيران الواقدة تريّحنا**** استر عبادك جمله*** الفي الغيض ما تدلّش ثنية العملة***وسخّر علينا رحمتك لن تملى*** واغفرلنا يا رب رانا رحنا***ومهما خطينا نرجعو من الظلمة***قلوب صافية منها التعب لوّحنا كلمات/ نجوى النوي بن احمد // تونس //التراحم في 2/ 4 / 2007

الفارقه بين القصر والحذف بقلم صالح راشد

(الفارقة بين القصروالحذف)
حدقي لغة ومنشوري اقرئيه
                            كي تعي مااللفظ والمعنى ادركيه
فالنشيدالوطني مايواندياحا
                                  مترع الحبرالمعيني في يديه
روى مجرى النيل شوقيا بياني
                                      ضفتي بردى واعرابي بفيه
باسل حرفي ومغواريراعي
                                      صفحتي خندقه لن تهزميه
في زنادعبارتي شاكي سلاح
                                             سبأي حميري لن تريه
في زبيدمعجمي الفيروزبادي
                                فهرسي المقري في بيت الفقيه
يوليو الكروان أيلول الكناري
                                بسطت بشرى النوارس شاطئيه
بخفافييش الدجى لن تستبيحي
                                  للضحى سجع الحمائم تعتريه
فاسملي عين الرؤى فالريح تعوي
                                    وارمدي الأراء حتى تحذفيه
عادت الكثبان في خفي حنين
                                      بالطوموفمبيك فروفارتديه
للعقيق الحرتأريخ ومجد
                                        نقش المسندقافيتي عليه
بيدأنك ِ..ربما ازبد أرغى
                                 أنجلوسسكون فيك بمل ء فيه
فعلى الفصحى عويت كأن ذئبا
                                ضج عنه جام غضبتك الجميه
زهرة الصحراء لم أمضيت نابي
                                      وخزأشواك مضيت مخلبيه
للسؤال علامة جثمت جوابا
                                   للتعجب نقطة.....على ركبتيه
بمعاني اليم فياض جرير
                                    فاوردي الغربال حتى تغرفيه
والفردق جبل الألفاظ عال
                                     فامتطي العكازحتى تنحتيه
خلت أن الضاد مثل الظاء نطقا
                                    حرري فاك من الذنب الكميه
تبعي بارق الشعرى سهيل
                                   حضرمي النصل جوبي البريه
فعصاموسى على الأخدود مرت
                                       فلقته ضحكت في راحتيه
مثحن جرح فلسطين عميق
                                     ونزيف القدس طاغ بلسميه
شاركي صنعاء والظبي الحميني
                           كمدا..............والبن والعنب اجتنيه
انماِإيجازقصرغيرحذف
                               فاطنبي ماشئت والضاد احبسيه
-------/صالح ..راشد

تمنيت نكون طير بقلم عبد الهادي ابو ياسر حنيف

تمنيت نكون طير
حر
نشوف او نسمع بلا
مانهضر
عدبني الماضي او ردني
اسير
دكريات صعيبة ما عندها
تفسير
لحباب لي بغيتهم
بالنية
خلاوني في نار
الكية
الصحاب لي درت ليهم
الشان
دارو عليا دورة
الزمان
شفت فيك يالدنيا حوايج
عجب
عييت ما نكتب الافكار
تهرب
حمدت و شكرت ربي على
كل حال
حيت فهت كلشي غادي
لزوال
تمنيت نكون طير
حر
نشوف او نسمع بلا
ما نهضر
عبدالهادي ابو ياسر حنيف
30 09 2018

قبطان السفينه بقلم هشام بلعروي

***قبطان السفينه***
    الجزء الثالت والاخير
____________________
وسط زحمة أمواج البحر
   استقرت السفينة وانبطحت
  الجو ماطر ترمي رياحه القطر شرقا وغربا
فالعاصفة قادمة و الشراع مرقع مكسور
كسر الشراع يا ساده و السفينة الآن قبطانها رب القدر
عتمة الليل آتية والكدر مستقر الوجود
و العواصف عاطفة تسلخ الروافد كيف بها الجلود
قبطان السفينه. ..
قبطان السفينه سيد الأغوار يسكنه هدوء الببركان
يروقه ما جره حكم.. ألزمه الزمن ..
هوجاء صاخبة في الكدر جائره ..
هي العاصفه ..
ريح عاتيه بقوة الصرصر ترمي وتقذف هنا وهناك
شبح الموت بعطره يدعوا الأرواح المتمردة وجوبا
فبالبحر يسكن الغضب ...
و في عمقه دهاليز السكينة
قبطان السفينة...
يسير الزمن و النهار يسحب رداء الليل بوميظ الأمل
فجر الغد استرسلت فيه ذُكاء(1) قرونها شعاعا
و وديقة(2) ليوم جديد فيها عشق ساحرة القبطان
 يسدل الشراع المكسور ويتم دربه الطويل
 زادة الجونة(3) جونتها
شهقة تبعتها زفرة ... فافراغ ما حواه ....غليون
قضي الأمر ..فكت الأقدار الطلاسم ..
 يكفيك يا الزمن..
قبطان السفينه...
هناك في الأفق
في آخر المد ...رسمت الأمواج لها مرسى
واستقرت روح السفينة..
في شاطئ السلام رسم الحرف قصة عودة منفي الجزيرة..
           قبطان سفينه. ..
            جزيرة السلام
وانت أيها القارئ قائد سفينة اطلالتك...
      متى تستقر وروحك... متى العودة من منفاك
    المفكر والقدر
بقلمي : بلعروي هشام
______________________________________
 ذُكاء : الشمس عند طلوعها و أسمها البي هكذا وهو معرفة لا يصرف ولا يدخله الالف واللام
وديقة الشمس : شدة حرها وجمعها ودائق
جنوة : اقتراب المغيب بعد شدة الحر

حلم بقلم اجود عامر

حلم
.......
أمطري
علي من رحم السلام لروحي
فكلنا على قيد موت
جمعوا
كل تفاهات الأرض بذرا
ويحرثون وطني
لم
يزل لدينا بعض دماء وقلب
وحنجرة مشدود وترها
لن يسكت
وفي البال مطر قصيدة
يتهيأ للسقوط
لكن
الغيم تأخر
وشتاءنا يرحل مبكر
لا تلوميني على حزني
فالوجع اكبر مني
اغنية وصوت
زرد وسلاسل
واللحن موت
كيف يكون الفرح
لمن سرقت اجنتهم
وباعوا في سوق النخاسة
كرامتهم
هل تلد العاقر
حتى تزهر ارضهم
ام يعود من الموت
ربيع بهجتهم
امطري
امطري
امطري
ما عادت الروح تحبل بالفرح
ولا عاد بلسم الشوق
دواء لهذا
الجرح
لعل
في مطرك
ترتق شقوق عطشي
وتحبل بذور
الفرح
........
اجود عامر

نعم سيدي بقلم سعاد شهيد

نعم سيدي
قرأت أشعارك مرات ومرات
وجدتها تعبق بعطر كل النساء
لكن بين سطورها تقول أشياء
عن صمت دفين عن جرح عن آهات
لأدخل في لباس كل الكلمات
وأعشقك حروفا متناثرة في السماء
سمفونية عشق تحلق في الهواء
تجعل العاشقين حيارى في فلك الآهات
وتجعلني تائهة حلم تحاصره المسافات
تئن الأماكن يزورني الحنين والأشواق
أطوف شوارع الذكريات أتنفس الأشواك
يجف حبر كلماتي
ترتجف حروفي
يقف الدمع في الأحداق
تأخذني خطواتي إليك
مغمضة العينين قدماي تخونوني خائفة من ضياع آخر تذكرة للوصول إليك
سأتقمص دور شهرزاد
أخطف قلبك مع همسات كل مساء
عشق متجدد كتجدد الوضوء للصلاة
في خشوع ورعشة وإيمان المشتاق
لأجعلك تبحث عني للإرتواء
تتوه من دوني
لتجدني فاتحة حضن الأماني والرجاء
أنتظر قدومك لشرب نخب الإنتصار على العقبات
كم تمنيت أن أدخل قلبك دون عناء
وأسمع دقاته تنادي
أنتِ لي طال إنتظاري لك
تعبت من المحطات
من حقائب الأخزان والأشجان
وتهمس في أذني
لماذا تأخرت فقد تعبت من روائح العطور الزائفة
وأقنعة تخفي وراءها زيف الحياة
سعاد شهيد

انا عمري ضاع بقلم ايمن عبد البر

قصيد ة بعنوان انا عمرى ضاع

صبح وعشية العيب فيك والعيب فيا

العمر ضاع كفايةأسية

انا بستنا منك الحنان

وانت بتضمر فيا

مش كفاية غدر السنين

 انت كمان جاى عليا

فوق طاقة البشر اتحملتك

مازعلتك ولا اهملتك

خلاص انا فاض بيا واعتزلتك

 حبيبى خلاص انا لا أقبل منك الاعتزار

بينى وبينك ماعادش يفيد الكلام

انت عشت عمرك كله ليك

وانا مع حبى ليك كنت اتمنى أرضيك

حبك لنفسك كان عميك

كل عمرى كان معاك اسية

 وكل عيوبك كنت تجيبها فيا

حبيبى خلاص انا عمرى ضاع معاك

 وانا كنت الضحية

من كلمات الشاعر أيمن عبد البر

عشقت عينيك بقلم نسر الابراهيم

عشقت عينيك رغما عني وقسرا

وأشدت لك في ربوع روحي كيانا وقصرا

يامن أحييتي الفؤاد وأشجاني بعد موت دام عمرا

متى ياروح روحي سنلتقي وأشبع مقلتي نظرا

وأنام على شواطئ عينيك وأغوص بذلك البحرا

وأعلن حبي وهيامي بعشقكك علانية وجهرا

فالعمر بدونك يامنى الروح لم يعد اسمه عمرا

تاق قلبي للقاء ونفذ من صدري الصبرا

هلمي إليا عانقيني ضميني وإدفنيني على صدرك
زهرا و عطرا

قد ضاق صبري ياشااام الهوى بعد وهجرا

إن سألكم الدهر عني قولوا مجنون شآااام يدعى نسرا

✍🦅نسر الابراهيم

تنبيه بقلم حسن يحي المداني

تنبيه
حسن يحيى المداني
                     يا  طابخ  السم
                         في كأسي
                       لن يأكل السم
                            أنفاسي
                  لأن  لي قلب عصفور
                          في داخلي
                        لم يكن قاس
                           وليس  لي
                      في  الغوى  باع
                           ولم  أكن
                         مثل نخاس
                   كلا ولا مثل مأجور
                            أو لاهث
                           خلف خناس

انين الشوق بقلم حسين الرفاعي

أنين الشوق
،،،،
ألملم نفسي
عطش الأرواح
قد حل ولاح
في صفحات أيامي
،،،،
عيوني حيرى
تختلس نظره
إلى معارج الليالي
حيث يجلس فؤادي
ينتظر الوداد
تراك أهدابي تكحلين
شوق بل أشواق لا تلين
،،،،
على ضفاف زهرة
نسجت حروف اسمك
ذابت من حر فؤادي
عطرت عتمة ليلي
والسهاد....
تراك بخير!؟
إياك أعني
وإياك أنادي
،،،،
خمائل ضحكتك
تعانق حفيف  خطواتي
ليت طيف  محياك
مزهر بسواحل همساتي
ليتني أحظى بوميض
أحداقك لازورد بهي
أقطف عبيرك
وألملم أشواقي
،،،،
*حسين الرفاعي*

اجنحه التمرد بقلم هشام بلعروي

******أجنحة التمرد******
أيتها الحروف الصماء
أين قطر الندى .
أين عذب الكلمات ...
اين وهج الانفاس
اريد درا مقدسا..
يزيل سحر المطر
و نبض إلهام يستنهض ..اللوعة لهبا في دمي
اريد قصيدا يقصه المدى
مللت الرسم على ضفاف الحياة
والحرقة تذهب سدى
أيتها الصماء توبي ولا تلعني الزفرات
زلزلي القوافي
  واعلني النصر..
فجبروت القدر قربانه القصيد
ولعناته..  أجنحة تمردت في دمي ..
و فوق السخط .. وضعت ها هناك عرشي
 سيمنحني الرضا .. لكن لن ارضى
وابقي انا ... ولن يبقي
اعرج و الظل شوق انفاسي
يسري في الروح هو مطلب قهرى  .
يعذب أنفاسي ..
كي ابقى ... ولن ابقي
سارتوي فيه كل عرق ...
واتورد فيه نبض حنين
واغني. ..  خلف اللحن القديم
اغنية الزمن
 ارقصه على وتر غروره
و اضحك. .. إلى أن ... اتهاوى وجبروته
فهو  باق وشرعي في العهد باق...
                 و سلام
    المفكر والقدر
بقلم : بلعروي هشام

بحر وجمر بقلم كلثوم بن حمادي

"  بحر و جمر "
حبّك يا قمري
كالإعصار
عيناك بحر و جمر
جدائلك خيوط فجر و تموّج
و سباحة ضدّ التيّار
وجهك درّة و حمرة
على سمار
حين تبتسمين
تزدان الأرض شروقا على شروق
و منك الشّمس تغار
فتغرب في وضح النّهار
حين تجلسين
تحمرّ الورود خجلا
و تدمع الشّموع هياما
بحضرة الياسمين
حين تعزفين
على أوتار القلب الحزين
تتلألأ النّجوم
ويشدو المتيم بالقمر
و يهيم
فتهدأ عواصفي و رمالي
و تعانق الأمواج أحلامي
فتجثو على الشاطئ
في سلام
و خشوع
يا قمري
 لإطلالتك التّاج والنّور
و لقلبي البهجة و النّعيم

" بحر و جمر " من نبض قلبي من وحي قلمي بتاريخ 30-09-2018
شاعرة الإنسانيّة كلثوم بن حمّادي

اشهد يابحر بقلم احمد عبد الحق

أشهد يابحر
علي الغرام المتشوق حنين
علي الناراللي في جنته
والدمعه الحزينه اللي جوه بسمته
ياااااه
لما تحس حد بيحبك
لما تدوب وتحتار
ازي تحس قسوته مع رقته
لما تحس انك اتولدت تعشقه
وأنك اتخلقت من بين ضلوعه
وأنك حاسس حنيته
أشهد يابحر
حكايه من حكايات العشق الجميل
واكتب سطورك علي المراكب
ودع همومك بالرحيل
وارمي شراعك
اكتب مشاعرك بالنخيل
عارف يابحر
كل دقه ليها عندي الف معني
كل همسه ليها هي
بالف معني
حتي لمسه ايد ها ليا
كل حاجه
ولما شوقي يزيد شويه
اجري عليه واحضنه
بتوه في حضنه واعشقه
الم أشواق
وأحاول جوايا المه
وان جي يعاتبني اسمعه
واحن له وبين حروف اجمعه
وان فكر في يوم يقسي
حاجه جوه قلبه ترجعه

حبيبي بقلم جنه الرحمان

حبيبي........
هل اخبروك انك توأم روحي
هل قالو لك اني لا اعيش بدونك
حبيبي......
انت الكون باكمله
انت النور اللي يضيء حياتي
حبيبي........
هل تعلم انك اصبحت املي
اسأل قلبك من أكون
حبيبي.........
انا حبيبتك التي تعشق كل شيء فيك
حبك..كلامك..حنانك..وحتى غضبك
حبيبي.......
اتمنى ان اراك في احسن الاحوال
وان تكون اسعد الناس
اتالم انا وانت لا
امرض انا وانت لا لا
فشفائي في راحتك
وحبك هو دواء لالمي

بقلمي:جنة الرحمان

رحيل الموت بقلم محمد البراقي الحسناوي

بعنوان:رحيل الموت

يا أمي دمعت عيوني
يا الحبيبة
كنت خليل
قنديل  شاعل
نهار وليل
نار شاعلة ف جوفي
تفكرتك صغير
نشكي همي
كثير...
خلات الخيمة
 بيك  محزمة
 القتة مرزمة
الخو والخية
كنت مولات التدبير
ماتت الهيبة
رحلت  الركبة الحنينة
كنت   متكي
تقطع
الدير..

زرت مقامك بخيالي
قلت يرتاح يهدا بالي
يا أحبابي تهولت
هاجت هوالي
تمنيت  وتسنيت
ترجيت ليام
تغني موالي
تصيح غزال من الجبال
يدق  الطبل
والبندير...

قطعت لياس
ظلام البيت
تشقف الكاس
الدگدگ شقوف
دوامها اوهام
حسيت وحداني
شحال قدني نحزن
كيف ندير
فراشي حصير.....

الكسوة كفن
الروح شهقت
سرحت ف الاحلام
حسيت بالغربة
شحال  تحسرت
عنقت الحيط بكيت
فراشي تراب
غطايا خشب
قلوم السنين تجدب
يا امي رحيل
الموت
سر مستور..

حجاب محجوب
تفرق ما تجمع
جميع البيبان تدق
الكتاب مكتوب
مزمم
الموخود والمسلوب
شفت راسي
طار  نعاسي
سمعت زغاريد
فلات  الخير
تفيض  الخمير
30/9/2018
بقلم محمدالبراقي الحسناوي

لما غبت ///محفوظ فرج

لَمّا غبتِ  / محفوظ فرج

لمّا غبتِ وغابوا عني
من كانوا رفاقَ صبايَ
وأردفتِ الوحشةُ تمحوَ قاموسَ
خيالي

لكنْ ما زالتْ( نخلتنا  والنارنجة  والآسة )
في الدار 
يسمَعْنَ نشيجي

لم تبقَ منافذُ لي
أن أنقلَ أقدامي
بفضاءاتِ حنيني

.......
( حارتنا )

حورياتُ مدارس سامراء
الرائحةُ الجوريةُ
 والغاديةُ اليسمينيةُ
تَلْتَفُّ على صدرِيّتِها
بعباءتها  لا تلمحُ إلا وجهاً نورانياً
يذهبُ فيَّ على بسمةِ شفتين
إلى مدنٍ الشعرِ السحريّة

باب الحاوي

ونوارس ناظم سدِّ الثرثار

كان تراءى لي
ابراهيم الصولي(١)
يديرُ رسائلَ حبِّ تَتَخَلّلُها
أشعارٌ في الحبِّ 

تراءى لي أن ابنَ المعتز (٢)
في زورقهِ الفضيِّ
يقولُ لخادمِهِق
ما أشهى السمكَ المسقوفَ
يردُّ الخادمُ
: بِمَ يا ابنَ المعتز
ويلقي في دجلة بعضَ شباكه

ما كان لنا أن نختارَ حياةً أخرى
مبتعدين عن الساحل
عن الغابِ
وإذا تاقتْ نفسي تتوَغَّلُ بي
نور الشمس  إلى أقصاه
تحتضنُ البهجةُ روحينا حين أحَدِّقُ
في عينيها
وينهمرُ الشِّعْرُ على صدري
يرفلُ بالخببِ
وإذا لملمَ فيضُ حنانٍ منها
كلَّ نثاري
فرَّ خفيفٌ معسولٌ
من بين شغافِ القلبِ
لفرطِ ذهولي في قافيةٍ
دَوّارة

محفوظ فرج
١٩/ محرم / ١٤٤٠هـ
٢٩ / ٩ / ٢٠١٨م
————

١-ابراهيم الصولي (١٧٦- ٢٤٣هـ ) ولّاهُ المتوكل ديوان الرسائل
٢- عبد الله ابن المعتز  ( ٢٤٧ - ٢٩٦هـ ) له بيت يصف الهلال يقول:
انظر إليه كزورق من فضة - قد أثقلته حملة من عنبرِ

فلسطين الحبيبة ///بقلم //د محمد الادريسي

فَلَسْطين الحَبيبَة
يَقولونَ عَنْكِ جَريحَة
أقولُ إنَّكِ في أوْج القُوَّة
يَقولون فَلَسْطين مُحْتَلَّة
أقولُ على الأعْداء عَصِيَّة
يُرَدِّدُون أنّكِ مُحاصَرة
إنَّكِ لِلغُزاة مُحاصِرة
لِلْعُربان فاضِحَة
لِلْغَرْب للشَّرْقِ مُعَلِّمة
إنَّكِ أَكْبَر جامِعَة
في القُدْس و غَزَّة
يُدَرَّسُ فيهما الكَرامَة
يُعَلَّمُ أنَّ لِلنَّفْسِ عِزَّة
ما مَعْنى الثَّوْرَة
الصَّبْرَ و المُصابَرَة
كَيْفَ تُبْنى لِلْغُزاة
مَقْبَرة
أساتِذَتُها أطْفالُ الحِجارة
مُرَبِّياتُها حورِيّات السِّكِّينَة
أشْباهُ الرِّجال الخَوَنَة
 في جُحور قُصورِهم المَلْعونَة
حَوْلَ مَوائدِ المَذَلَّة
يَحْتَسونَ كُؤوسَ الخِيانَة
تُسْقيهِم الرَّاقِصَة
سكارى يَضَعونَ خُطَّة
لِلْقَرْن صَفْقَة
فَلَسطينُ عليْكُم عَصِيّة
وَطَنُ الشَّهيدِ و الشَّهيدَة
يا سَماسِرَة الصَّهْيونِيَّة
في مَعْبَد "الترامبية"  ٭
و ما يُسَمّى بالجامِعَة
مجازا العَرَبيَّة
تَحَوَّلَتْ إلى النَّاطِقة
بإسْم آل العِبْرِية
أمْواجٌ عاتِية
آتِية
لنْ تَنْفعَكم قُصورُكُم العالِية
لنْ تَحْجُبَ عَنكُم العاصِفَة
عودوا فبابُ التَّوبَة
ما زالتْ مَفْتوحَة
اغتَنِموا هذه السّانِحَة
فهذه آخِرُ عَلامَة
قَبْلَ النِّهاية
طنجة 30/09/2018
د. محمد الإدريسي
  ٭ التابعة لترامب الرئيس الأمريكي

فتنت الروح ///محمود ابو لؤي




ــ (((    فتنْتِ الروحَ     ))) ــ

فـ بينَ  يديكِ  سيدتي ..
وضعتُ   دماءَ  شرياني .....
ـ

فأنتِ  مليكتي الأغلى ..
إليكِ  :   بكلِّ   أركاني ......
ـ

أخالُ  الحب َّ يغشاني ..
و  أشعلَ  نارَ   بُركاني......
ـ

و  أيقظَ   كلَّ   ساكنةٍ ..
بجسمي ....حتى أجفاني ...
ـ

فتنْتِ  الروحَ  فاستمعي
لأنَّاتي ... و ... أشجاني ....
ـ

أليس الحب سيدتي ...؟!
دواءُ  العاشقِ  العاني ......
ـ

خذي ما شئتِ من عُمُري
عطاء ً دونَ   أثمانِ ..........
ـ

و قولي أنتَ لي قدري
أحبُّكَ  :  فاروِ   بستاني .....
ـ
ـ

    ..  ـــ محمود ابو لؤي ـــ

❀❀

اللصقة//مصطفى الحاج حسين

اللصقة ...

                       قصة : صطفى الحاج حسين . 

      كان زملاؤه في الجامعة ، يسمونه " اللصقة "
فما من مرّة رأوه مقبلاً نحوهم ، إلاّ وسارع أحدهم لتنبيههم ، قائلاً في حذر :
- جاء اللصقة .! .
      فينسحب بعضهم قبل وصولهِ ، بطريقة ذكيّة قائلين :
- لنهرب .. قبل أن يحلّ بلاؤهُ علينا .

       وسبب هذا يعود إلى ظروف " عبد الله " القادم من الريف ، ليتابع دراسته في كليّةِ الآداب.
       جاء إلى حلب من قرية " عامودا " الواقعة على الحدود الشرقية ، محمّلاً بآمال عظيمة وطموحات عالية ، وأحلام غزيرة ، وموهبة متقدةٍ ، مخلّفاً وراءه أباً طاعناً في الشيخوخة ، لا يقدر على فعل شيء، سوى تحدّي " عزرائيل " ، فكثيراً ما شاهد والده ، يعارك ملك الموت ويرغمه على التقهقر ، في حين يبقى العجوز متمسكاً بروحه المهترئة .. ولولا عمل أمّه وشقيقاته في حقول الآخرين ، لما تمكنت العائلة من العيش .

       كان " عبد الله " في كثير من الأحيان ، يندم
لأنّه لم يسمع كلام والدته ويترك الدّراسة ، فهو
بشكل دائم في حاجة وعوز ، ولو لم يكن ينزل إلى " باب أنطاكيا " حيث معرض العمال ، للبحث عن رزقه ، لما تمكن من اجتياز السّنوات الثلاثة الماضية بسلام .. وخاصة بعد أن حرم من القرض الجامعي ، بسبب رسوبه في السنة الماضية . في
كلّ عام وخلال فصل الشتاء ، كان يمرّ بمثل هذه الضائقة ، فالعمال المختصون لا يجدون عملاً في
هذه الأيام الباردة والماطرة ،  لولا طموحاته وأحلامه القوية ، لترك الجامعة منذ أمدٍ بعيد . ومن حُسنِ حظّهِ أنّه يقيم في بيت زوج شقيقته
الذي يعملُ في الخليج ، كان يضطر إلى الاستدانة من أصدقائه ، ريثما يجد عملاً فيردّ إليهم دينهُم ،
وكانت ظروفه السيئة ترغمه على فرضِ نفسه ضيفاً مكسور الخاطر ليتناول الطعام في منازل أصدقائه ، جاهلاً أن أصدقاءه يطلقون عليه لقب " اللصقة " ، ولكنّهم رغم كلّ سخرياتهم التي يطلقونها وراءه ، يعاملونه باحترام وودّ ، وذلك بسبب شاعريّتِهِ الكبيرة .. " فعبد الله " شاعر موهوب ، له حضوره في الملتقيات الأدبية التي ترعاها الجامعة ، وكان معظم زملائه يشاركونه ذات الميول، لذلك هم يحسدونه لتفوقه عليهم ّفي الشهرة ، وامتداح النقاد والتفاف المعجبات حوله .
ولمّا كانوا عاجزين عن النيل من شاعريته .. أخذوا
يسخرون من نقطة ضعفه الوحيدة ، ألا وهي سوء
حالته المالية ، وعوزه الدائم إليهم ، لذلك وصفوه
بال " لصقة " .

      وفي هذا الصباح الممطر ، استيقظ " عبد الله" مهموماً مكروباً ...فهو في حالة إفلاسٍ لا مثيل لها،
مضى عليه أكثر من عشرين يوماً دون أن يتمكّن من العمل.. فالأمطار لا تنقطع ، والعمل في ورشات البناء معدوم ..و " عبد الله " يقتصد .. في كلّ شيء يقتصد ...في عدد وجباته القميئة ، في نوعية وكمية سكائره .. في حلاقة ذقنه .. وشرائه
لتذاكر باصات النقل الداخلي .. في الصحف والمجلات .. وتردده إلى المقصف المركزيّ ..
ومرافقة صديقاته اللواتي اضطر أخيراً أن يستدين منهنّ رغم شعوره بالخجل . وعاد أيضاً لبيع الكتب التي تمكن من جمعها خلال الصيف ..
فهو في كلّ شتاء ، يضطّر لبيعها من جديد ، حتّى
أنّه في الأونة الأخيرة ، اضطّر إلى بيع ساعة يده
التي هو بأمسّ الحاجة إليها . ومع هذا فقد وقع
يوم أمس بين فكّي الإفلاس ، ونام ليلته وأمعاؤه
نتضوّر من الجوع .

    نهض من سريره المنحني والمزعج في صريره
، واتّجه نحو المطبخ النتن الرائحة، وراح يبحث عن لقمة يسدّ بها رمقه ، رغم علمه بأنّه يبحث عن
لا شيء .. عنده زيتوناً ولا يوجد خبز ، ولديه سكّر
ولا وجود للشاي .. ويملك قليلاً من البرغل في حين أن السّمن والزيت غير متوفرين ، فكيف له أن يتدبّر أمره ؟! .. فكرة أن يستدين من الجيران خبزاً ليست واردة ، لأنّه استدان منهم في مرات
سابقة وكثيرة وعجز عن ردّ ما استدان لدرجة أن
رفض جميع جواره أن يعطوه رغيفاً واحداً يوم أمس .وتساءل :
- (( ماذا أفعل ؟.. أمعائي تزقزق طوال الليل ، صرت أخجل من طلب الاستدانة ، أنا مدان للجميع ، مامن شخص أعرفه إلاّ واستدنت منه ، ديوني لسبعة وثلاثين شخصاً ، بمبلغ / 4645/ ليرة سورية .. فإلى متى سأظلّ معتمداً على الدين
؟!.. أخذ أصدقائي يتهربون منّي ، " يطنشون " إذا
ما شكوت لهم سوء حالتي المادية ، حتّى أنّ صديقاتي اللواتي كنتُ أخجل أن أظهر فقري أمامهنّ ، أصبحت مداناً لتسعٍ منهنّ ، بما فيهنّ " انتصار " التي تحوّل حبّها لي إلى دروسٍ في الاقتصاد ، والاعتماد على الذات .)) .

       ولأنّ " عبد الله " جائع ولا يملك حلّاً لمشكلته
سوى اللجوء إلى أصدقائه ، فقد قرر أن يذهب إلى صديقه " بشير " ، الأكثر رفاهيةً من الجميع ،
سيداهمه في بيته قبل أن يغادره ، ويتناول معه
فطوره ، ويطلب منه بضع ليرات .

       أسرع بارتداء بذّته الجامعية العتيقة ، وخرج
مسرعاً ، فكان المطر بانتظاره ، ولأنّه لا يملك نقوداً
ولأنّ باصات النقل الدّاخلي تتأخر في المجيء ، قرر أن يذهب سيراً على قدميه ، من منطقة " الأعظمية " إلى حيّ " الجميلية"غير عابئ بسقوط المطر فوق رأسه الأصلع بعض الشيء .

      في تمام السابعة والنصف ضغط على زر
الجرس ، وهو يأمل ألاً يكون " بشير " قد تناول فطوره ، وانتظر برهة والحياء يلسعه ،
كم مرّةً يفرض نفسه .
مامن أسبوع إلاّ ويحلّ عليه ضيفاً ثقيلاً ، اللعنة على الجوع ، لو لم يكن " بشير " أفضل أصدقائه لما زاره هكذا .. عاود الرّنين
مرّةً ومرّتين ، وقلبه ينبض من شدّة توتره وخجله ، وسمع وقع أقدام تقف خلف الباب،
واختفى بصيص الضوء المنبعث من العين
السحرية ، فغضّ بصره حتى لا تلتقي عينيه
بعين الناظر ، وفجأة سمع صوتاً أنثوياً يسأل:
- مَن ؟؟ .
تنحنح " عبد الله " .. وقال :
- أنا صديق بشير ، هل هو موجود؟.
     لم بأته الجواب .. بل أبصر الضوء ينبعث
من حدقة العين السّحرية ، فأدرك أنّها دخلت
لتنادي أخاها " بشير " .. مضت لحظات اعتقد أنها توقظه ، ولهذا عذرهم عن التأخر،
سمع وقع الخطا من جديد ، أبصر العين السّحرية تظلم ، وعاد صوت الأنثى يخاطبه:
- مَن حضرتُكَ ؟.
بادر يُجيبها على الفور ، والحرج بادٍ في نبرات صوته :
- أنا صديقه .. عبد الله الحجي .
       وابتعدت عن الباب مرّة أخرى ، وانبعث
الشّعاع من العين السّحرية .. غابت في هذه المرّة مايزيد عن الدقائق الثلاث ، لدرجة أنّه
شعر بالضجر والندم على مجيئه في هذا الوقت المبكر ، فكّر أن ينسحب ولكن فات الأوان ، فها هو يسمع وقع الخطى ، ولابدّ أنّ
" بشيراً " استيقظ ، وتفاجأ من زيارته غير
المتوقعة .
       لكنّ الباب لم يفتح ، كلّ ماحدث أنّه سمع ذات الصوت الأنثوي :
- بشير غير موجود ، لقد خرج في السّادسة
والنصف .

       لعن نفسه لأنّه فكّر في هذه الزيارة ، وتيقّن أنّ صديقه موجود في الداخل ، أحسّ أنّه أهان كرامته ، ليس من المعقول أن يبقى متطفلاً على أصدقائه ، لدرجة أنّهم باتوا يسدّون أبوابهم في وجههه ، داهمته موجة من الانفعال ، فامتزجت دمعته التي طفرت من عينيه بحبّات المطر ، المنسابة على وجهه الشّاحب .

    سار في الطرقات حاملاً خيبته في صدره
، ومعدته تتقطّعُ من شدّة الجوع ، ولمّا كان
لا يملك سوى سيكارتين ، قرر أن يدخّن واحدة منهما .. وتساءل :
- (( أين أذهب ؟ .. هل أتوجّهُ إلى عبد الناصر ، الذي استدنت منه خمسين ليرة منذ
أكثر من شهرين ، ولم أردٌها إليه حتّى الآن .؟ )) .
       ولأنّه لا يملك إلاّ هذا السبيل ، فقد عزم
على زيارته ، فمنزله قريب بعض الشيء ، يقع في " الحميديّة " .

       لحسن حظّه لم يعتذر سكان البيت عن
عدم وجود صديقه ، فها هو " عبد الناصر"
أمامه بشحمه ولحمه يفتح الباب ، بينما يمضغ شيئاً ما .
       استقبله " عبد الناصر " وأدخله غرفته الخاصّة ، وقبل أن يتّخذ مكانه على الأريكة،
بادره " عبد الناصر " قائلاً :
- أشعل مدفأة الكهرباء وتدفأ ، ريثما أكمل فطوري مع أهلي .
  كم ودّ أن يسأله صديقه ، إن كان قد تناول
فطوره . وأخذ يقارن بين عادات المدينة والريف ، هناك ما إن يحلّ الضيف ، حتّى يهرع أصحاب البيت لإحضار الطعام .
       وبعد أن أشعل المدفأة وأخذ يدفء جسده الهزيل ، تناهى إلى سمعه ، صوت " عبد الناصر " من الداخل .. قائلاً :
- أرجوك ياأمي دعيني أقدم له الفطور .
وجاءه صوت امرأة منفعلة تزعق :
- والله أنا ماعندي مطعم لك ولأصدقائك ، قلت لك افطر معنا ، وإلاّ ستبقى جائعاً .
       انصعق " عبد الله " ، دارت به الغرفة ،
وكأنّ صفعة قوية باغتته فجأة على رقبته،
هل بلغ الأمر إلى هذه الدرجة ؟؟!!.. هل أصبح مزعجاً لأسر أصدقائه دون أن يدري
؟؟!!.. ينبغي عليه أن يخرج من هذا المنزل،
وبأقصى سرعة ، لقد بات يقرف من نفسه ،
كان يجب أن يسافر إلى أهله ، قبل أن ينفق
أجرة المواصلات ، فالامتحان لا يهم ، فليرسب هذه السّنة كما رسب في السّنة السّابقة ، كرامته أهمّ من دراسته .. اللعنة عليه يوم فكّر أن يتحدّى ظروفه ، ويتابع إقامته في حلب ، حتّى يتقدّم لامتحان الفصل الأول .. إنّه غبي عديم الإحساس ، كان على والده أن يوافق على بيع قطعة الأرض البور التي يملكها ، فهو رجل عجوز
لا يقدر على العمل بها ، و " عبد الله " يطمح
أن يكون أستاذاً كبيراً ، فمن سيعمل في الأرض ؟ وتمنّى أن يقصف الله عمر والده ، الذي طالت حياته أكثر ممّا ينبغي .وحيداً كان في الغرفة مع أفكاره ، في حين كانت
أمعاؤه تنهشه بعنف وجنون ، وشعر بالدوّار،
وأحسّ أنّه يوشك على التقيّئ .
      وفتح عليه " عبد الناصر " حاملاً صينية
عليها كأسان من الشّاي السّاخن ..في حين
كان يبتسم ويردد :
- أهلاً وسهلاً .
وضغط على نفسه ، أجبر ذاته على الجلوس
، وتظاهر بعدم سماعه بما دار من حوار ، فهو
على كلّ حال ممتن من " عبد الناصر " .

       ودّع صديقه فور انتهائه من احتساء الشاي ، كان عليه أن يمشي تحت وابل المطر الذي تضاعف انهماره .. بينما كانت النار في أعماقه تغلي من مرارة القهر والشعور بالذلّ والإهانة ، راح يحدّث نفسه:
- (( هل كان عليّ أن أشارك " حمود " في بيع
الدخان المهرّب ؟! .. حتّى أتمكّن من العيش
دون أن أحتاج الآخرين .)) .
       سيتخذ قراره بعد أن يسدّ رمقه ، آلام الجوع تمنع عنه القدرة على التفكير ، سيذهب إلى " عماد " يطلب منه عدّة ليرات تكفيه للسفر إلى أهله ، لا حلّ أمامه إلاّ هذه الطريقة .. أصدقاؤه منقطعون عن الدّوام ، بسبب اقتراب موعد الامتحانات .
       قبل أن يدخل باب العمارة ، برز " عماد"
أمامه حاملاً مظلّة سوداء .فرحّب به ودعاه أن يصل معه إلى الفرن ليشتريا خبزاً ويعوداإلى البيت .

     ساعة ونصف و " عبد الله وعماد " يقفان
تحت المطر وسط هذا الازدحام ، حتّى تمكّنا
أخيراً من الحصول على أربعة كيلو من الخبز
       من شدّة تلهفه على قطعة من الخبز السّاخن ، أسرع ليتناول الخبز عن " عماد " ،
وقبل أن يصله ليلتقط قطعة ويلتهمها، وقف
أمامهم والد " عماد " وبعد السلام .. قال الأب :
- هات الخبز ، واذهب لتسديد فاتورة الكهرباء ، ثمّ عودا إلى البيت .
       أحسّ بخيبة كبيرة ، فأخذ يردد في طيات نفسه الجائعة :
- (( كم كان حظي سيئاً ، لماذا لم يتأخر والد
" عماد " دقيقة عن الوصول إلينا ؟! .)) .
       لقد خطر له أن يتناول رغيفاً ، لكنه في
النهاية خجل ، لو كان " عماد " بمفرده لكان
الأمر أسهل .
       في الطريق راودته فكرة أن يستدين من " عماد " مبلغاً بسيطاً يكفيه لشراء " صندويشة " ، وتذكّر أنه مدان " لعماد " بأكثر
من ثلاثمئة ليرة ، فأحجم عن الكلام ، لأنّه خجول .
       تابع طريقه مع " عماد " آملاً أن يتناول عنده وجبة الغداء، بعد أن يسددا فاتورة الكهرباء ، لم يكن يتصوّر أنّ تسديد الفاتورة،
سيحتاج لكلّ هذا الوقت .. الازدحام كان هائلاً .. ومن جديد كان عليهما أن ينتظرا الدّور ، ولم ينتهيا من أداء المهمة حتّى انتصف النّهار .

       أخيراً سيعود مع " عماد " إلى بيته ليتناولا الغداء .. كان يمشي ولسان حاله يقول :
- (( ياالله .. متى سنصل ؟ .. ريقي فرط ،  أمعائي تتمزّق ، أمّا أقدامي فلم تعد قادرةعلى حملي .)) .

      انتبه " عماد " إلى حالة صديقه ، تفحّص
وجهه ، ثمّ سأله :
- مابك يا " عبد الله " .. ولم وجهك مصفر؟!.
       وكاد أن يصارحه بحقيقة جوعه ، فهو
يتوقّع أن يغمى عليه .. لكنّه فضّل الصمت:
-(( لماذا أفضح نفسي ، طالما أنا ذاهب معه ،
لأتناول الغداء .. هل من الضروري أن أطلعه
على حقيقة وضعي التعس ، لا لن أتكلم.)).

       وعند المنعطف .. أي بالتحديد، عند تقاطع الطرق الأربعة الرئيسية ، أذهله " عماد " عندما مدّ له يده مودعاً ، وابتسامةالحرج على شفتيه :
- أنا آسف يا " عبد الله " ، عندي موعد هام وضروري مع خطيبتي ، لن أستطيع أن أدعوك إلى زيارتي الآن .

     امتقع لون وجهه أكثر ، واضطربت شفتاه
حينما رددّ :
- بسيطة .. أزورك في وقت آخر .
       وبعد أن تصافحا ومضى كلّ في سبيله.
خطر له أن يتشجّع فينادي " عماداً " ليستدين منه بعض الليرات ، أسرع خلفه مهرولاً غير عابئ بأنظار المارة :
- عماد .. يا عماد .
       استدار " عماد " ، توقف حينما شاهد
" عبد الله " يتبعه ، ويناديه .. واقترب " عبد
الله " والاضطراب والخجل يسيطران عليه:
- عماد .. أريد منك أن تقرضني بعض النقود.
    ابتسم " عماد " ، أطلق زفرة قويّة خرجت
من أعماقه ، راح يتأمل أنامله في حيرة .. ثمّ قال :
- والله يا " عبد الله " لا أعرف ماذا أقول لك،
أنا جد آسف، وأقسم لك أنّي لا أحمل معي سوى بضعة ليرات ، لن تكفيني لو دعوت خطيبتي إلى فنجان قهوة .

     أحسّ بندم شديد ، وبانفعال مرير ، وأخذ
يلوم نفسه لأنّه عرّض حاله لمثل هذا الموقف المهين ..
- (( غبيّ أنا ، كان عليّ أن أوافق " حموداً " وأشاركه في تهريب الدّخان .. " حمود " أصبح مهرباً كبيراً .. جيوبه امتلأت خلال فترة قصيرة .. أمي تقارن بيني وبينه بشكل دائم ، تلومني بدون رحمة ، تقول :
- انظر إلى حمود .. يدرس ويصرف على نفسه وعلى أهله ، إنّه رجل .. أنت يافرحتي
عليك لحظة تريني صورتك منشورة في الجريدة ، وكأن الشعر سيمنع عنّا الجوع ؟!)).

       سار بمفرده ، واجهات المحلات تتحدى
فقره ، وتفقأ عينيه ببريقها الأخاذ ، ومرّ بالقرب من مطعم .. شاهد الفروج المشوي يتلوّى فوق النار ، فرددّ :
- (( أنا لا أطمع بتناول الفروج ، " صندوشة "
فلافل تكفيني .. اللعنة عليّ يوم أغضبت " حمود " ، لقد أخطأت يوم شبهته بالجرادة ،
كان أكثر ذكاء منّي . ولكن كيف لي أن أكون
شاعراً ، ومهرّب دخان في آن واحد ؟!.. كان
يجب أن أرفض عرضه المغري .. فأنا لا أقدر
أن أكتب قصيدة ، إن لم أكن راضياً عن نفسي . )) .

       شعر بشيء يشبه الغصّة في أعماقه تقهقه وتسأل :
- وهل أنت راض عن نفسك الآن أيها الشاعر المبجّل ؟! .
- ليتني أعرف عنوان " حمود " ، سأبحث عنه لا شك . أمّا الآن عليّ أن أذهب إلى المدينة الجامعية ، سأطلب " انتصار " وأصارحها بحقيقة وضعي .. إنّ أحشائي تتقطع .. تتمزقُ .. تتعاركُ .. تقرقرُ .. تعوي..
تنهشني .)) .
       وتوقف ، تحيّر .. وتساءل :
- (( هل أعاود الكَرّةَ من جديد ؟.. وأذهب إلى " انتصار " التي أحبّها أستجديها بذلٍ وانكسار ؟!.. وهل ستتكرر نفسُ المسألة .)).

       توجّه إلى " المنشيّة " ، انتظر طويلاً ،
وهو يرتعش من شدّة البرد والجوع على السواء .. بعد زمن جاء باص المدينة الجامعيّة ، اكتظّ بالركاب ، ولأنّه لا يملك تذكرة في هذه المرّة ، حدث أن توقف الباص ، وصعد إليه المفتشون ، أخذوا يطلبون التذاكر من الركاب ، حاول أن يختفي ، أن يتملّص ، أن تنشق الأرض وتبتلعه ، أن يقذف بنفسه من النافذة المكسورة ، فلم يفلح . ها هو المفتّشُ ببذته ِالزّرقاء يقف أمامه ويطالبه بالتذكرة ..وحتّى
ينقذ نفسهُ من هذه الورطة السّخيفة ، بادر
على الفور وناول المفتش هويته الشّخصية ،
ليقوم بحجزها ريثما يذهب إلى الصندوق ويسددّ الغرامة .

   ودمدم في سرّه :
- (( أنا لا أصدّقُ الذي يحصل معي ، هل هذا
اليومُ يومُ النّحس ؟؟!!.)) .

       لم يجد " انتصار " في غرفتها ، أخبرته إحدى زميلاتها في الوحدة الرابعة ، أنّها خرجت منذ ساعتين ، ولا تدري إلى أين ؟.
       تسمّر في مكانه ، واقفاً ينتظر مجيء صديقته " انتصار " ، مضت أكثر من نصف
ساعة ، فأدرك أنّها لن تأتي .. فجرّ قدميه
المنهكتين وابتعد .
       رفع رأسه المبلل بكامل صلعته ، نحو شرفات الوحدة الرابعة ، فتلاقت عيناه الغائرتان بالفتاةالتي أبلغته بخروج " انتصار" ، تقف مع ثلاث فتيات في الطابق
الثالث يتغامزن ويضحكن بشدّة .
     فانتفض قلبه كسمكة قذفها الصياد فوق
الرّمل ، وغصّت حَنجرتهُ بألمه فأراد أن يبصق ، وإذ به يجهش في بكاء مرّ .

       عاد أدراجه من المدينة الجامعية ، سيراً
على الأقدام المنهكة والمتورمة ، والدنيا مظلمة في عينيه الزائغتين ، من شدّة الجوع
- (( الموت أهون من أن أصبح سخرية ، كان
يجب أن أسافر ، اللعنة على الجامعة ، كنت
أطمح بالشهرة والمجد ، وها أنا تحوّلت إلى سخرية .. بنبغي لي أن أجد " حمود" سأعمل
معه ، صدق " حمود " في قوله :
- معك قرش تساوي قرش . )) .

       ولأنه لا خيار له إلاّ بالبحث عن صديق يطعمه وينقذه من جوع هذا اليوم ، قرر أن يعود إلى منزل صديقه " بشير " الذي ذهب إليه صباح هذا اليوم ..فما أدراه .. لعلّ " بشيراً " كان بالفعل غير موجود في البيت ،
أو ربما كان نائماً فلم يشأ أن يستيقظ باكراً.
على أي حال " بشير " أفضل من جميع أصدقائه .
       استطاع أن يلتقي " ببشير " ، وما إن استقبله حتى ضحك ، وقال :
- أنا آسف لأني لم استقبلك صباحاً .. كنت نائماً حقاً .
      ابتسم بينما كان الأمل ينبعث من أعماقه
في حصوله على الطعام :
- كنت واثقاً أنّك موجود في البيت .
       دخل إلى غرفة الاستقبال الفخمة ، وإذ به يصطدم بعدّة أشخاص موجودين . فرمى
السّلام وجلس شاعراً بالحنق من حظه السيء . قال " بشير " :
- أعرّفك على شركائي في التجارة .
- ابتسم مندهشاً :
- هل أنت تعمل إلى جانب دراستك يابشير؟.
قهقه " بشير " وأجاب :
- بالطبع .. أتريدني أن أكون مدرساً في المستقبل ؟!.
اتّسعت دهشته .. وسأل :
- إذاً لماذا تتابع دراستك ؟!.
- حتّى أرضي غرور بابا وماما ،هم متمسكون
بالشكليات ، الشهادة الجامعية ضرورية في تقاليد عائلتنا .
       واستطاع " عبد الله " أن يرسم على شفتيه ، ابتسامة المجاملة في حين كان يسأل :
- وبماذا تتاجر " يابشير " ، شغلني معك إن كنت أنفع .
       وانفجر " بشير " بضحكة مجلجلة ، صارخاً في هياج :
- أنت لا تنفع ياصديقي في شيء ، سوى في
الشعر ، لأنّك رومانسي .
      احتج " عبد الله " وأراد أن يقنع صديقه
بأنه ليس رومانسياً ويصلح للعمل :
- قل لي بماذا تتاجر ، لأبرهن لك أنّي إنسان عملي .
      احمر وجه " بشير " وقطّب وجهه وأشار
بيده إلى الرجل البدين ، الجالس قرب التلفزيون الملون :
- اسأل " أبا درغام " عن نوع تجارتنا .
       فما كان من " أبي درغام " إلاّ أن ابتسم،
وتكلم بصوته المتهدّج :
- نحن يأستاذ نتاجر بشراء البطاقات التموينية .. فما رأيك ؟ .
       انصعق " عبد الله " وأراد أن يتكلم ، لكنّ صوت " بشير " أوقفه :
- مارأيك ياصديقي ؟ .. أنا مستعد أن أدفع لك خمسمئة ليرة ، على كلّ بطاقةٍ تشتريها لي .
وسأل " عبد الله " في حيرة :
- وكم تدفع ثمن بطاقة الشّخص الواحد ؟.
- بألفين وخمسمئة ليرة ، باستثناء ما ستتقاضاه أنت .
وجم " عبد الله " برهة ، ثمّ رددّ :
- هذا حرام .. أنا بالفعل لا أصلح لمثل هذا العمل .
وضجّ المجلس  بالضحك ، في حين كان " بشير " يرددّ :
- ألم أقل لك ، أنت لا تصلح إلاّ لكتابة الشعر.
       قدّم " بشير " لضيوفه الشّاي ثمّ القهوة،
وسكائر أجنبية فاخرة ، و " عبد الله " في حالة يرثى لها .. وكلّما همّ بالانصراف راودته فكرة أن ينصرف شركاء صديقه قبله ، وبالتالي سيطلب الطعام من " بشير " حتى وإن تقاعس عن إحضاره .

      من خلال الجلسة علم أن شركاء " بشير"
كانوا مدعويين على تناول الغداء ، ولقد تناولوا غداءهم قبل مجيئه بلحظات، وعرف
أيضاً أن "بشير " قدّم لضيوفه( لحم بعجين)
فقال حتى يحرّض " بشيراً " على إحضار بعض الأقراص له :
- والله ياأخي ( اللحم بعجين ) لذيذ ، أنا أفضله عن سائر المأكولات .
       فابتسم الجميع دون أن يحرّك " بشير " ساكناً .
       وبعد فترة شعر بالدوار .. وبالغثيان ..
وبلعابٍ شديدٍ ، يملأ فمه ، وازداد شحوب وجهه ، أخذ جسده النحيل برتجف .. وانتبه
الحضور إلى حالته، فأسرع" بشير " لإحضار
كأسِ الماءِ لهُ، وسألهُ شريكُ " بشير " الضخم
الجثة :
- لعلّكَ جائع ؟!.
       أراد أن يغتنم الفرصة الذّهبية ، ويرغم
" بشيراً " على إحضار الطعام :
- والله أنا لم أفطر .. ولم أتناول الغداء .
       وأخذ الجميع يلومونه .. حتّى " بشير "
دون أن يتحرّك :
- هذا لا يجوز .. الجوع كافر .. عليك أن تعتني بصحّتك .
      ولم يبادر " بشير " لتقديم لقمة لصديقه.
حان وقت الغروب ، وأخذ القوم يتململون ،
وينظرون في ساعاتهم . قال شريك بشير:
- متى وعدتَ الجماعة بحضورنا إليهم ؟ .
رد " بشير " :
- في تمام السّادسة .

       أدرك " عبد الله " أنّ القوم ، ينبهونه إلى
ضرورة الانصراف .. نهض مستأذناً .. وماإن
خرج حتّى صفعته الأمطار الهاطلة بغزارة لا
مثيل لها .. حاول أن يحمي صلعته بيديه ،
وانحنى راكضاً ومحتمياً بالشرفات .. وحين
دوى الرّعد بقوة هزّت الأرض ، كان على " عبد الله " أن يقرفص فوق الرصيف ليتقيأفوق جداول الماء المتدفقة .

     الشوارع خالية ، مرعبة ، وعليه أن يجتاز
طريقه من " الجميلية " إلى" حيّ الأعظمية"
وهذه المسافة ستستغرق نصف ساعة معه
بالتأكيد .
- (( سأترك الجامعة ..وأرجع إلى أهلي .. أعمل في أرضنا .. إن فشلتُ في تحقيق حلمي ، فهذا لا يعني أن أشارك " حموداً " أو
" بشيراً " .. سأبقى إنساناً نظيفاً . )) .

       وفور أن دخل بيته ، وجفّف نفسه بعض
الشيء .. هرع إلى المطبخ ليلتهم حبّات الزيتون . وبدرت في ذهنه فكرة .. جعلت الأمل يستيقظ في أعماقه الجائعة :
- (( نعم .. سأنزل وأبيع للسمّان كتبي الجامعية .. بالكيلو .)).
     أحضر حقيبة جلديّة يستعملها عند سفره
لأهله ، ملأها بالكتب بسرعة جنونية .. لم يعد قادراً على الاحتمال، إنّه مهدّد بالسقوط.
       وبينما كان يهبطُ الدرجَ المعتمَ ، فجأةً
توقفَ عن النّزول ، والدّهشةُ تقفزُ من عينيهِ
الغائرتينِ ، هذا غيرُ معقولٍ .. إنّه لا يصدّقُ
مايراه ، إنّه العجوزُ والده !!! .. يتوكّأُ على عكّازِهِ ، بينما يحملُ في يدِهِ الأخرى سلّةَ قَشٍ مليئةً لا شكّ بالأطعمة .

       لا .. لا يقدر أن يصدّقَ أنّ هذا المقوسَ
الظهّرِ أبوه .. فوالدهُ مريضٌ لا يقدرُ على النّزولِ إلى المدينة .. تأمّلَهُ جيداً .. اقتربَ
منّهُ أكثرَ ، والدّمعُ ينفرُ من عينيهِ .. وانبعثَ
صوتُهُ المخنوقُ من أعماقِهِ :
- أبي ؟؟؟!!!.
     كان الكهلُ رافعاً رأسَهُ الملفّعَ "بالجمدانة"
السّوداءِ ، نحو " عبد الله " وفوقَ وجهِهِ المكسوّ بالتّجاعيدِ ترتسمُ على فمهِ الذي خلا
من الأسنان منذ أمدٍ بعيدٍ ، ابتسامةً عذبةً ،
دافئة . في حين كان يَلهثُ بعنفٍ وصعوبة :
- منذ الصباح وأنا أبحث عنكَ ياولدي .
       اندفَعَ نحوَ والدِهِ .. احتضنهُ بشدّةٍ ..
بعنفٍ .. بقوّةٍ .. بشوقٍ .. بحنانٍ .. برقّةٍ ..
بحُرقةٍ .. انحنى على يدِهِ التي تتمسّكُ بعكّازِها ، قبّلَها بحرارةٍ بالغةٍ ، أحسّ بدفئها،
بنبضها ، بخلجاتِها ، بحنانِها ، فلم يكن يدرُكُ
مدى حبّهِ وتعلقِهِ بأبيه ، قبل هذهِ اللحظة .
       وفجأةً .. تحوّلت يدُ والدِهِ المعروقةُ ،
والراعشةُ ، والمتشققةُ ، أمام عينيهِ الدّامعتين إلى واحةٍ خضراءَ ، تشبه الرّيف
بخيراتِهِ وعطاءاتِهِ ، وعاداتِهِ .
     في حين كان " عبد الله " يصرخ ، بصوت
شبيه بالنباح :
- آهٍ يا أبي .. لو تدري كم المدينة ابنة كلب ؟!.

                   مصطفى الحاج حسين .
                               حلب

طيف ///بقلم //فطوم عبيدي

طيف لسلام يحنك

طيف السلام يحنك
و هيكل الأمان يغتصب.

كيان الحرية يثور
 و طيف  الكرامة يدين.

 طيف الديمقراطية يضع إستراتجية,
و لكن وحش القنابل يقرر العبودية.

السلام يحنك,
و الأمان يغتصب.

أصحاب القرار
يلوذوا بالفرار نحو الدولار.

أطفال, نساء و رجال
يقهرون و منهم من يباع كعبيد.

أواه, أواه, أواه
تبكي الثكلى.

أواه, أواه, أواه
يبكي طيف الحرية.

أواه, أواه, أواه
ينحب طيف الكرامة.

أواه, أواه, أواه
هيكل الديمقراطية يبحث عن مساحته.

السلام يحنك,
و الأمان يغتصب.

 يا أهل القرار رحمة بالأنام,
يا بائع الأسلحة رأفة بالأرواح البشرية.

استثمروا في السلام,
استبدلوا صناعة القنابل بصناعة الأمان و الازدهار

.© فطوم عبيدي
30.9.2018

المجد لبغداد //بقلم //نضال م. الدليمي

**المجد لبغداد* *
قُمْ ياأخي
ولاتخضع للمآسي
وكن صلباً قويا
مهما كان الدهر قاسي
ياإبن الفراتين إبن العروبة
تذكر بغداد لو كنت ناسي
أين أنت من أقوامٍ تكالبت
لتمحو منا كل نبض وإحساس
أين أحرار العروبة من حربٍ
مازالت تدق لها الأجراس
وماأشبه اليوم بالإمس
لكن دماءنا اليوم فوق كل مقياس
دماء الأطفال إرتوت أرضك
ويد الغدر تعبث تحت الكراسي
أنعود يابغداد وتعودين؟!
يشهد لكِ بالمجدِ كل قرطاس
وحين البأس تبقين مفخرة
لكل شجاع إعتلا خيل الفراس
وا علماه ابق عاليا
بك أقوى ولاينحني للبين راسي

بقلمي/نضال م. الدليمي

احس بوجع // جبالي اسيا

اح
س بوجع يخترقني كلما مررت بقصيدتك المجنونة.
استمع الى حروف تتكلم وكلمات تعبر مداد روحي فتشعرني بالسلام
جبالي اسيا

حبيب الروح////بقلم // فتحي بهجت

حبيب الروح
كفاك هجر وعذابات
بحثت عنك
       في كل الطرقات
أتعبني السهر
    إمتلأت دفاتري بأساطير الذكريات
جف القلم وفاض الحبر
من دم الجراحات
   
أختنقت  أنفاسي
     
على صدرك أضع رأسي
ارتشق نفحة عطرك

لتشفي العليل والآهات
يأخذني الحنين
أتوسد طيفك أغازله
بكل الكلمات
لنطوي الاوجاع
ونعيش الفرح والمسرات
بقلي
فتحي بهجت

فسحة امل ///ناصيف شرباجي

ه()()فسحة أمل()()

في فسحة الامل الجميلة هذه
كانت معي مرهفة الآذان
ترنو ألي كأنما هي ترقب
عند الغروب نوارس الشطآن
ياتي إليها طائر حمل المنى
كرفيف طيف ساحر الالوان
يثر المكان عواصف بعواصف
لتثير في كما ترى أشجاني
وأثور في وجه الجمال زلازلا
وأنا الذي أودى بي الهيمان
وتناجي مني مرابعي ومواجعي
يأتيها بالصمت الصدا الريان
رؤى العيون على العيون عصية
ماأجمل القانون بالعصيان
طلبت ثواب معفر بتوسل
أو يطلب البرد من النيران
إن كنت راغبة فهذي أضلعي
وكما ترين سمية ببياني
لا ما أظنها بالحوائج قد تفي
هلا وضعتي هذا بالحسبان
في فسحة الأمل الجميلة هذه
 كنا على الافنان عصفوران
يتراقصان كما الهوى يحلو لهم
ويشدوان بأعذب الالحان
ترخي الجدائل راغبة بتوددي
لتنال منها مكامن الإدمان
وتنال من زهو الإباء عواصم
وتسوح ولهى في ربى السلطان
والليل فيما بينهن مواجع
يسبي الوريد ويدمي الشريان
منهن يسترق الجمال جماله
والقلب أعلى مراتب الخفقان
والحب يصدر عفوه بتجرد
لا فرق بين مذاهب الأديان
كل الى رب السماء مصيره
حيت المنى والموت بالميزان
بالحب معذرة أنا يا حلوتي
اخترت هواك كراغب التبيان
ورأيت ما بعد مداك أوابد
صعبة الرؤى لمجرد الاعيان
وعلى المنى بالآخرة قد نلتقي
واللقيا ما بعد المنى إيماني

ناصيف شرباجي
سوريا

متى يسقط الندى///امال الخترشي

متى يسقط الندى ......
على عتبة الشوق لا اجد غير سنديانة تغازلني وفنجان قهوة يبكي جليسه ويناشد الليالي والاقدار ،وانا على موعد مع الوجع الذي يزج بي في دوامة اليأس فتمتد جذور لهفتي انهارا تروي في خاطري القصيد فاعدو نحو صمتك اعانق فيه شوقا ينفخ في الروح وجدا وحنينا .....
أتدري أن حبك قدر ،و قدري أن تكون لي في علوك وشموخك ، فتعالى ولا تتعالى واتركني ادغدغ فيك حلما ولد بداخلي وظل باهتا كملاح وجهي وحروف اسمي ...
حلم يجلدني ،يتعبني ، يحضنني ،يدثرني الدفء زمن الجحود فاكتبك شعرا واتنفسك هواءا وعن حبك لا اتوب ...
هكذا أكسر أغلال قيودي واسعد الروح وكقطعة سكر في فنجانك اذوب ...
امال ..الخترشي ...تونس ..

يقظة ///خديجة شما

يقظة
حاولت يا سيدي
ان انهي الحكاية
لتنام عيني
وانسى قسوة الزمان
وأترك ورائي
الاحلام
اتذكر مر الكلمات
لاتقوقع على نفسي
احاول لملمة الأحرف
تلتف حولي
وأبعد ظني
تاخذني فرحة البداية
وتلتهمني ظلمة
النهاية
لاغرق في نهر
 حزني
وتفترسني الذكريات
فاين اجد انتصاري
وقد كبلني الجميع
 وكبلني ليل
طويل
وما بين يأسي
وحصاري
استفقت من انتحاري
خديجة شما / Zahra W winter /

العائدون ///د...حمدي الجزار

العائدون........

ا.د. حمدي الجزار
....

العائدون في حافلة العودة
لم يفارق حلم العودة خيالي لحظة واحدة في الغربة
لا شيء في الدنيا يوازي أن يبيت الإ نسان في بيته...
بكينا جميعا عندما وطئت عيوننا حدود الوطن....
غمرتنا فرحة تغريدة وزفرة تنهيدة
زغرودات النساء ترج الحافلة.....
تري من ينتظرهم هناك سوي بعثرات من حجارة انهكها البارود والدمار...
عادوا يقبلون بيوتاتهم بلا أسقف بلا جدران
عادوا إلي الشوارع التي فقدت هويتها وامتلأت صدورها بالحفر والندبات...
المهم أنهم عادوا إلي وطنهم إلى جذورهم مهما غطاها التراب.......
انها اللحظة التي ظلوا يحلمون بها منذ أوقات الرحيل...
وقف أمام أطلال بيتته يقسم أن يبنيه من جديد المهم أني عدت...
لا يوجد أجمل من أن ببيت الانسان في بيته حتي لو نام علي حصير
أو كوخ صغير أو كومة من تراب.....
كنت أحلم أن أعود إلي بيتي إلي فراشي وفنجان قهوتي
أجلس بجوار نافذتي اصنف ألوان المغيب .
عدت إلي ذكريات الصبا وجارتي تختبيء
خلف ضباب الزجاج...
كانت هناك مئذنة وفانوس ونخلة رطب وهلال عليه طيور...
وهذه الرمال رسمت خطوتي الأولي
وشبح الحلم يمسك بالمزمار
ياهلا سورية ويا وطني بالاحضان.........
د.حمدي الجزار

يانسيمي///د... سليمان احمد

يا نسيمي يامهجتي
يا قرة عيني وجفوني
ورموشي وسلطانة
قلبي وفؤادي
فمرساك حبي
وقلبي وعيوني
تهواك روحي
وهواك وهويتك احساسي
لتداوي لي جروحي
ترسانة من رسالات حب
وعشق أرسلتها
ببريد المراسيل
وحمام زاجل لأوصل لك
ماكتبته بحبر دموعي
مع زقزقة الحسون الفجر
انادي ضياء الشمس
ومع صباح النور المنتشر
من قلبي أحبك
واهواك كما انت
ياعمري يا فرحي
جمالك احساسك
عشقك انا بك مجنوني
ضحكتك بسمتك
تكفيني رشفه من
ريق شفاك حتى
لا تجف عروقي
أوقدت ناراً بجسمي
برسائلك وجواباتك
تهدأ روعاتي
وأحزاني وآلامي
أنا المتيم بك دائما
بحضورك وغيابك
حتى مع مرسالي
فأوتار ضلوعي تعزف
لك أعذب الألحان
الحان الحنين مع
كل حرف أو كلمة
كتبتها اقلامي في
رسالة الحب
والعشق والغرام
الذي بيننا يا ابنة الإكرام
احبك حبا ودمعتي
تحجرت في العين
وفوق الجبين
خوفاً من النسيان
دكتور سليمان احمد

تحدثنا الجزيرة///بقلم //محمد الدبلي

تحدّثنا الجزيرة من قطر

بكى السّودان في وطن العرب***وفي مصر القطار قــــــــــد انقـــــلب
وفي اليمن السّعيد أبيد أهلي***بضرب النّار من أيـــــــــــدي الــــعرب
تقطّعت الأواصر بين قومي***وساء الحال فانتــــشر الشّـــــــــــــــغب
وثارت تونس الخضراء لمّا***تحرّكــــت العــــزائــــــــــــم والنّخــــب
ومغربنا الكبير أراه عمدا***يسير إلى الحضـــــــــيض من الرّتــــــــب
////
خليج عروبتي أضحى أسيرا***وقد فقد السّيادة والـــمـــــــــــــــــصيرا
غزا الأمريكيون بلاد أهـــلي***وما تركوا الصّغير ولا الكـــــــــــــبيرا
وأمّا الرّوس فاستولوا بعنف***ونار الحرب قد قـــــــــــــــــــتلت كثيرا
كأنّ شعوبنا أمســت رقيقا***تعيش مهانة عيشا عســــــــــــــــــــــــيرا
نخاف السّوط والجلاّد طاغ***ومن خاف العدى فقد المـــــــــــصـــيرا
////
دمشق بأهلها حلّ الـــــفناء***وشاع الدّاء فانعــــــــــــــــــــــدم الدّواء
تقاتل شعـــــبها شرقا وغربا***وساد الرّعب واغتصب النّــــــــــساء
وأرعدت القــــــنابل في بلاد***بها البشــــــــر اســــــــتبدّ به العداء
كأنّ العالم العربيّ أمــــسى***شعـــــــوبا في تخلّفـــــــــــــــها سواء
به الحكّام معظمـــــهم طغاة***وفي ســـــــــهراتم كــــــــــثر البغاء
////
وفي أرض العروبة بالعراق***أبادت أهلنا حــــــــــرب الشّـــــــقاق
تلوثت النّفوس بسوء حقد***تجسّد في ممارســــة النّــــــــــــــــــفاق
وأشعلت الضّلالة نار حرب***فمات الأمن في وســـــــط العـــــراق
وهاجمهأ الدّواعش في الشّمال***وقد فقأوا العديد من المــــــــــــآقي
خراب في دمشق وضرب نار***وفي بغــــــداد قد ذبحــــــوا رفاقي
////
ربيع شعوبنا أضحى خريفا***وعيش رقابنا فاق السّـــــــــــخــــــيفا
يقاتل بعضنا بعـــضا بعنف***قتالا مرعبا أمسى مخـــــــــــــــــــيفا
وما اغتصبوا سوى الضّعفاء منّا***ومن قالوا كفى شـــططا وحـيفا
تناسلت الكوارث في بلادي***وأضحى الجبن في وطني شـــــــريفا
وليس لنا على الإطلاق حلّ***لأنّ ربيعنا أصــــــــــــحى خـــــريفا
////
تسلطنت الفصائل في اليمن***وأسقطت القنابل في عــــــــــــــــدن
وفي ليبيا صراع مســتطير***يهدّم في البنـــــــى باســـــــم الوطن
ومن لبنان أخبرنا الأهالي***بما ارتكب اليهــــــود من الفــــــــــتن
تباع رؤوسنا للقتل غدرا***وقد قتل الكثـــــــــــــــــير بلا ثـــــــمن
فقاوم ما استطعت لعلّ فجرا***سيولد من مــــــقاومة المــــــــــحن
////
تحدّثنا الجزيرة من قطر***وتبعـــــــث بالفظـــــــيع من الصّــــور
مشاهد للعباد من الضّحايا***وما فعل الوحوش من البــــــــــــــشر
أهذا في الحساب لنا عقاب؟***أم التّنـــــكيل في وطـــــــــني قدر؟
فيا أهل العزائم أين أنتــــم؟***وأين هـــــي المــواعظ والعـــــبر؟
أمات نفوسنا وجل الأعادي***وبالإرهاب هاجــــــمنا الخـــــــــطر
////
ألا يا طغمة العــــملاء فينا***نهبتم بيــــــــت مال المـــــــــسلمينا
وبعتم أهلنا بيعا ذميــما***فكنتم في الورى بشــــــرا مشــــــــــينا
ألم تر كيف قهقرنا التّدنّي***غداة هبـــــــــــــــوطنا أدبا وديــــنا؟
نسافر في المصائب والمآسي***ونمشي خلف جـــــهل الجاهــلينا
لماذا نحــــــن كالأقنان صرنا***نقبّل في رؤوس الحـــــاكمـــينا؟
////
نسير على الهوامش في العصور***ونبدع في الغباء وفي القصور
نجاهد بالمفاسد والمآسي***ونؤمن بالهراء وبالقــــــــــــــــــشور
يسير بنا الرّعاة إلى مصــــــير***بلا أمل يدلّ على العــــــــــــبور
ونحن إلى الوراء نســـير دوما***ونزعم أنّنا مثل الصّـــــــــــــقور
فيا ليت القـــــــناع يزاح يوما***لنسعد بالخروج من القــــــــــــبور
محمد الدبلي الفاطمي